سورة الأنفال - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


{لولا كتاب من الله سبق} يا محمَّد أنَّ الغنائم وفداء الأسرى لك ولأمَّتك حلال {لَمَسَّكُمْ فيما أخذتم} من الفِداء {عذاب عظيم} فلمَّا نزل هذا أمسكوا أيديهم عمَّا أخذوا من الغنائم، فنزل: {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله} بطاعته {إنَّ الله غفور} غفر لكم ما أخذتم من الفِداء {رحيم} رحمكم لأنَّكم أولياؤه.
{يأ أيها النبيُّ قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً} إرادةً للإِسلام {يؤتكم خيراً مما أخذ منكم} من الفِداء. يعني: إِنْ أسلمتم وعلم الله إسلام قلوبكم أخلف عليكم خيراً ممَّا أُخذ منكم {ويغفر لكم} ما كان من كفركم وقتالكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{وإن يريدوا خيانتك} وذلك أنَّهم قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: آمنَّا بك، ونشهد أنَّك رسول الله، فقال الله تعالى: إن خانوك وكان قولهم هذا خيانة {فقد خانوا الله من قبل} كفروا به {فأمكن منهم} المؤمنين ببدرٍ، وهذا تهديدٌ لهم إن عادوا إلى القتال {والله عليم} بخيانةٍ إن خانوها {حكيم} في تدبيره ومجازاته إيَّاهم.


{إنَّ الذين آمنوا وهاجروا...} الآية. نزلت في الميراث كانوا في ابتداء الإسلام يتوارثون بالهجرة والنُّصرة، فكان الرَّجل يُسلم ولا يهاجر، فلا يرث أخاه فذلك قوله: {الذين آمنوا وهاجروا} هجروا قومهم وديارهم وأموالهم {والذين آووا ونصروا} يعني: الأنصار، أسكنوا المهاجري ديارهم ونصروهم {أولئك بعضهم أولياء بعض} أيْ: هؤلاء هم الذين يتوارثون بعضهم من بعض.
{والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء} أَيْ: ليسوا بأولياء، ولا يثبت التَّوارث بينكم وبينهم {حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين} يعني: هؤلاء الذين لم يهاجروا فلا تخذولهم وانصروهم {إلاَّ} أن يستنصروكم {على قوم بينكم وبينهم ميثاق} عهدٌ فلا تغدروا ولا تعاونوهم.
{والذين كفروا بعضهم أولياء بعض} أَيْ: لا توارث بينكم وبينهم، ولا ولاية، والكافر وليُّ الكافر دون المسلم {إلاَّ تفعلوه} إلاَّ تعاونوا وتناصروا وتأخذوا في الميراث بما أمرتكم به {تكن فتنة في الأرض} شركٌ {وفساد كبير} وذلك أنَّ المسلم إذا هجر قريبه الكافر كان ذلك أدعى إلى الإسلام، فإن لم يهجره وتوارثه بقي الكافر على كفره، وقوله: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً} أَيْ: هم الذين حققوا إيمانهم بما يقتضيه من الهجرة والنُّصرة خلاف من أقام بدار الشِّرك.
{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} يعني: الذين هاجروا بعد الحديبية، وهي الهجرة الثانية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} نَسخ الله الميراثَ بالهجر والحِلْفِ بعد فتح مكَّة. ردَّ الله المواريث إلى ذوي الأرحام: ابن الأخ والعمِّ وغيرهما {في كتاب الله} في حكم الله {إن الله بكل شيء عليم}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6